من هو هذا الذي إسمه رَبُ ألمجد؟ ومن هم أَعـدائَهُ ؟


يتسأل ألكثيرون ومنهم من يستنكر ويؤكد بأنَّ المسيح ليسَ إلا نبيا فحسب شأنُهُ شأن آدم خلقهُ الله من تراب! ومنهم من يضطهد أتباعه ويقتلهم متى ما سنحت الفرصة بيديه معتقداَ بأَنَّ ألله سيُكافئهُ ويُجلسَهُ في جناتِ النعيم , فقد قتلَ أعداء ألله وإنتقَمَ منهم! وهو لا يعلم بِأنَّهُ قد وضع نفسَهُ في صفوفِ أَعداء ألله, فبدلَ أنْ يُكافئهُ ويمنحهُ جنات الخلد, سينتقمَ منه ويرميهِ في النار في أسافل الجحيم. فعلينا أن نفهم من هو ألمسيح بالحقيقة: هل هو "عيسى إبنُ مريم" أم هو فعلا " ألله وإِبنُ ألله" ؟


" نسل المرأة " منتظر كل الأجيال ومشتهى كل الأمم.


** إِبتدأت حكاية الخلاص وخطة فِداء ألإِنسان بعد سقوط آدم في ألمعصية مباشرة, حيثُ قال اللهُ للحية.


التكوين(3-15): وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ" .


فمن سيسحق رأس ألحية, أي إِبليس بحسبِ وعد ألله؟ هل هو أحد البشر المولودين من آدم وحواء؟ هل هو أحد البشر المولودين من زواج رجل وإِمرأةِ ما؟ والجواب طبعا لا, فالذي سيسحق رأس الحية, أي إبليس هو مولود من إِمرأة, أي نسل إِمرأةِ من دون رجل, أي مولود لإمرأة عذراء تحبل بولدها بطريقة عجائبية.


** وإِبتدأ الله بتنفيذ وعدهُ, وأُعطى الله بشائر ألموعد للنبي إِبراهيم عندما ظهرَ لهُ وقال:


التكوين(12-7): وَظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ:  " لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ " . فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ.


التكوين(15-5):  ثُمَّ أَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجٍ وَقَالَ: " انْظُرْ إِلَى السَّمَاءِ وَعُدَّ النُّجُومَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَعُدَّهَا " . وَقَالَ لَهُ: " هكَذَا يَكُونُ نَسْلُكَ ".


بما أَنَّ ألله قد خَطَطَ لكي يُعيد المؤمنين من بني آدم إلى السماء بواسطة من رُمِزَ لهُ "بنسل المرأة" فقد حاولَ إِفهام البشر بخطَتِهِ بطريقة رمزية, فإبتدأ بإنخاذِ النبي إبراهيم ليكون رمزا لآدم, ورمزّ للجنةِ بأرضِ الميعاد "فلسطين" ولهذا السبب, ظَهَرَ الربُ للنبي إِبراهيم "رمز آدم" وقال لهُ "لِنسلكَ أُعطي هذهِ ألارض, أي " ارض فلسطين" رمز الجنة, اي سأُعطي الجنة لنسلكَ ليسَ الجسديين منهم, بل المؤمنين من بني آدم.


وقال الرب لابراهيم بعد أَنْ أَصبح إِسماعيل إبنهُ في الثانية عشر:


التكوين(17-19): فَقَالَ اللهُ: " بَلْ سَارَةُ امْرَأَتُكَ تَلِدُ لَكَ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحَاقَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْدًا أَبَدِيًّا لِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ.


فلم يُعطي الله العهد لإسماعيل الذي هو نسل إِبراهيم ألجسدي, بل لإسحاق ألذي تلدهُ سارة العاقر بإعجوبة إلاهية, للدلالة على أَنَّ البشرية كلها عاقر, ولا تستطيع أن تَجِد طريقا للخلاص, إلا بإعجوبة إلاهية, بخطة يضعها الله عن طريقِ عجائبي لولادة من سُميَّ بنسل المرأة اولا.


ومن ثَمَ نُلاحظ في: التكوين(22-2): فَقَالَ (ألله لإبراهيم): " خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْموُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ".


فقد طلبَ ألله تقديم إسحاق الذي أعطاهُ لابراهيم بطريقة عجائبية فدية, وهو يَعلَمُ مسبقا بأنَّ النبي إبراهيم سيُلبي الطلب, وهو أي الله سَيُستبدله بالكبش الذي سيُقدمه النبي إبراهيم بدل إسحاق الذي سيرث نسلَهُ ارض الميعاد فلسطين " رمزا للجنة " بحسب وعد الله السابق لابراهيم.


أي إِنَّ ميلاد إسحاق ألعجائبي أصبح مُجرد رُمِزَ لميلاد نسل المرأة الموعود, وأُعطيَ ألعهد لنسل اسحاق وليسَ لِنسلِ إسماعيل, بسبب إِنَّ أسحاق لم يَكُنْ نسلاَ طبيعيا لابراهيم, بل نسلُ مُعجِزي أُعطِيَ لابراهيم بوعدِ من الله ذاته, وبطريقة إعجازية بعد أن فقد النبي إبراهيم الامل ليكون له نسل وأولاد من سارة, أي إنَّ الله هُنا يَرمُز لكون البشر ونسلهم الجسدي غير قادرين أنْ يكون لهم طريقأ للعودة للجنة وللسماء, من دون أن يأتي نسل المرأة الموعود بِهِ لكي يُتِمَّ الخلاص لبني البشر.


** فقد إِختارَ ألله النبي إِبراهيم . وحددَ مكان ظهور نسل ألمرأة الموعود بهِ حيثُ أَعطاهُ ألموعد بتمليك نسلهِ ألسماويين (ألمرموزين بالنجوم) أرض ألميعاد (رمز للجنة), كذلك حددَ ألرب ألإله أن يكون الموعود بهِ من ضمن نسل إبراهيم, ووعدهُ بِأنْ يكون نسل إبراهيم ُ كنجومِ ألسماء كَثرَةَ, فأولاد إبراهيم ونسله ألخارجين من صُلبِهِ محدودين, لكن ألله وعد أن يكون نسل إبراهيم ألسماويين, كنجومِ ألسماء كثرةَ , أي إِنَّ العهد ليسَ لنسلِ إِبراهيم ألجسديين, بل لنسلِهِ ألمؤمنين ألمُخلصين بعملِ ألخلاص ألذي سَيُنَفِذَهُ هذا ألمدعو بنسل ألمرأة.


وكما سَمَحَ أللهُ أَنْ يُستُعبِدَ نسل آدم بسَبَبِ المعصية لابليس, كذلك سَمَحَ أللهُ أَنْ يُستَعبَدَ نسل إِسحاق بسببِ ألقحطَ لفرعون مصر "رمزِ إِبليس" . وكما حررَ أللهُ نسلَ إِسحاق بِقيادة نَبي أللهِ "موسى" وأَدخلهُم أرض ألميعاد ألارضية ألرمزية "فلسطين" , وأسماهم رمزِيا " شعبُ ألله ألختار" فهذا مُجرد تسمية رمزية ليُمثلوا شَعب ألله ألمُختار ألحقيقي, أي ألمؤمنين ألذين سَيُحررهم "نَسلُ ألمرأة" , لِيُدخِلَهُم أرضِ ألميعاد الحقيقية السماوية أي "ألجنة وملكوت ألسماء".


لكنْ هل فَهِمَ نَسلُ إسحاق والبشر الباقين خطة الله الرمزية؟ طبعا لا! فَبني إسحاق والبشرية كافة إِعتقدوا بِأَنَّ الله قد سمى بني إسحاق شعب الله ألمُختار, ووهبهُم أرض الميعاد فلسطين مُلكا أبديا, وهذا فِهْمُ مادي أرضي يُناقض ما أرادَ أللهُ أَنْ يُفهِمَ البشر عن قصدهُ أَلإلاهي ألسماوي عن خطتهِ ألخلاصية الحقيقية التي أعدها لتحرير شعب ألله ألمُختار ألحقيقي (ألمؤمنين) من عبودية إبليس بفداء نسل ألمرأةِ لهم لكي يخَلِصَهُم ويُدخِلَهُم أرض ألميعاد الحقيقية , أي ملكوت السماء وجنةُ ألله ألتي أعدها للمؤمنين ألمُخلصين.


** وجاءَ ألملك داؤد, وهو من نسل إبراهيم الجسديين, فقال ألملك داؤد (1011 ق.م. - 971 ق.م.) عن شخص نسل ألمرأة ألموعود بهِ في المزامير (ألزبور) ما يلي:


المزامير(110-1): قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: "اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ".


فقد ذكرِ ألملك داؤد في ألزبور ما قالَهُ ألله لربِ داؤد, فمن هذا الذي إسمه "رب داؤد", فداؤد الملك كانَ نبياَ ولم يكنْ يعبد وثنا, وربُ داؤد هو ألله ذاته, فكيفَ قالَ ألله لإله داؤد, وداؤد لم يكن يعبد سوى ألله ألواحد, فكيف سيقول ألله لله شيئاَ؟ ومن هذا ألذي سَيُكلمهُ ألله, وهو بذات ألوقت ألله ذاته؟


نسلُ ألمرأة ألموعود بهِ سيكون أسمهُ إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ


** والنبي أَشعيا أيام نبوئته (740 ق.م. - 696 ق.م.) قال عن نسل ألمرأة ألموعود بهِ:


أشعيا( 9-6): لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّئاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ. (7) لِنُمُوِّ رِئَاسَتِهِ، وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ لهُ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ، لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ، مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هذَا.


نعم يولد لنا (للبشريةِ) ولد, سيولد كأي بشر, ولكن ولادتهُ ليست طبيعية, بل عجائبية, فمن هو هذا الذي سَيُولد ومِنْ مَنْ سَيولد؟


فيقول: أشعيا(7-14): وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا إِنَّ الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ  "عِمَّانُوئِيلَ ".


فإِذن لن يولد ولادة طبيعية من أَبِ وأُم, من زواجِ رجُلِ بإِمرأة, بل يولد بطريقة عجائبية إِلاهية, فهو يولد من عذراء ومن روح ألله ألقدوس, ولِذا فسيكون إسمهُ "عِمَّانُوئِيلَ ", اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ.


** والنبي حجي سنة 520 قبل الميلاد تنبأ عن إبن ونسل ألمرأة وقال:


حجي(2-7): وَأُزَلْزِلُ كُلَّ الأُمَمِ. وَيَأْتِي مُشْتَهَى كُلِّ الأُمَمِ، فَأَمْلأُ هذَا الْبَيْتَ مَجْدًا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ.


فمُشتهى كُلَّ أَلأُممِ ليسَ إِلا نسلُ ألمرأة ألموعود بهِ, ليأتي ويسحقُ رأسَ ألحيةِ, أي ليسحقَ إِبليس وخطَطِهِ.


والنبي ميخا المعاصر للنبي أشعيا (758-698 ق.م) يقول:


ميخا(5-2): " أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ" .


فمن هذا الذي " مَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ " وكيفَ تكون مخارجهُ منذُ أَيام أَلأَزل؟ كيفَ يكونُ أبدياَ أزليا, هذا الذي سيولد ويخرجُ من بيتِ لحم, أي إِنساناَ هذا؟؟ وكيفَ يكونُ أَزليا؟ فيقول لوقا:


لوقا(1-26): وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ، (27) إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُل مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ. (28) فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ:"سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ". (29) فَلَمَّا رَأَتْهُ اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ، وَفَكَّرَتْ:" مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هذِهِ التَّحِيَّةُ!" (30) فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ:"لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. (31) وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّيَهُ يَسُوعَ. (32) هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، (33)  وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ ". (34) فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: "كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟" (35) فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها:  "اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.


فالمولود نسلُ ألمرأة, هو قدوسُ , أي ألله , وهو إِبْنُ ألله الذي تلدهُ العذراء مريم.


ويقول: متى(1-23): " هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ " الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا.


وعندما أَتى عيسى إِبنُ مريم, أي المسيح إِبنُ ألعذراءِ مريم, ألمدعو "عمانوئيل" أي أللهُ معنا قالَ, وحاولَ أَنْ يُفهِمَ أليهود والبشرمَنْ هو حقيقةَ:


متى(22-41): وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ (42) قائلاً:"مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟ " قَالُوا لَهُ:" ابْنُ دَاوُدَ ". (43) قَالَ لَهُمْ: " فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبًّا؟ " قَائِلاً: (44) قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِيني حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ. (45) فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبًّا، فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟ "


** وكما تنبأ أشعيا بصلبِ المسيح, وقال قبل المسيح بنحو 740 سنة:


أشعيا (53-10): أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحَزَنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ، وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ. (11) مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ، وَعَبْدِي الْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ، وَآثَامُهُمْ هُوَ يَحْمِلُهَا. (12)  لِذلِكَ أَقْسِمُ لَهُ بَيْنَ الأَعِزَّاءِ وَمَعَ الْعُظَمَاءِ يَقْسِمُ غَنِيمَةً، مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ، وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ.


لكِنَّ اليهود لم يفهموا, أو بألأحرى لم يُريدوا أَنْ يَفهموا, كذلكَ باقي البشر أَصموا آذانهم عن السماع, وحجبوا النور عن عيونهم, حتى لا ترى الحقيقة, وقتلوا المسيحَ وصلبوه, مُنَفِذين تماما خطة الله لخلاص وفداء المؤمنين من البشر, وهكذا تم فعلا صلب إبنَ ألعذراء "نسل المرأة" يسوع المسيح:


متى(27-35): وَلَمَّا صَلَبُوهُ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ:" اقْتَسَمُوا ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي أَلْقَوْا قُرْعَةً ". (36) ثُمَّ جَلَسُوا يَحْرُسُونَهُ هُنَاكَ.(37) وَجَعَلُوا فَوْقَ رَأْسِهِ عِلَّتَهُ مَكْتُوبَةً: " هذَا هُوَ يَسُوعُ مَلِكُ الْيَهُودِ ". (38) حِينَئِذٍ صُلِبَ مَعَهُ لِصَّانِ، وَاحِدٌ عَنِ الْيَمِينِ وَوَاحِدٌ عَنِ الْيَسَارِ. (39) وَكَانَ الْمُجْتَازُونَ يُجَدِّفُونَ عَلَيْهِ وَهُمْ يَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ (40)  قَائِلِينَ:" يَا نَاقِضَ الْهَيْكَلِ وَبَانِيَهُ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، خَلِّصْ نَفْسَكَ! إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ!"


وقام المصلوب من الموت كما في:


متى(28-5): فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لِلْمَرْأَتَيْنِ :"لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ.(6) لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ! هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعًا فِيهِ. (7) وَاذْهَبَا سَرِيعًا قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ: إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. هَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكُمَا".


وصعد نسلُ ألمرأة, يسوع المسيح القائم من الموت إلى السماء حيثُ كانَ أولا, كما في:


لوقا(24-36): وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِهذَا وَقَفَ يَسُوعُ نَفْسُهُ فِي وَسْطِهِمْ، وَقَالَ لَهُمْ:" سَلاَمٌ لَكُمْ!" (37)  فَجَزِعُوا وَخَافُوا، وَظَنُّوا أَنَّهُمْ نَظَرُوا رُوحًا. (38) فَقَالَ لَهُمْ:"مَا بَالُكُمْ مُضْطَرِبِينَ، وَلِمَاذَا تَخْطُرُ أَفْكَارٌ فِي قُلُوبِكُمْ؟ (39) اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ! جُسُّونِي وَانْظُرُوا، فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي". (40) وَحِينَ قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ.(41) .... (44) وَقَالَ لَهُمْ:" هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ: أَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ". (45) حِينَئِذٍ فَتَحَ أذهْانَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ. (46) وَقَالَ لَهُمْ:" هكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ، وَهكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، (47)  وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ، مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ. (48) وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذلِكَ. (49) وَهَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَوْعِدَ أَبِي. فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي". (50)  وَأَخْرَجَهُمْ خَارِجًا إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَبَارَكَهُمْ. (51) وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ، انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ.


فقد قامَ عيسى إِبُنُ مريم ألمصلوب مِنَ ألموت, وصعدَ إلى السماء, وأرسَلَ روحهُ ألقدوس لِيَحُلَ على ألحواريين والمُؤمنين بفدائهِ وقيامتهِ, فقال (بطرس) وهو أحد الحواريين لليهود:


أعمال الرسل(2-30): فَإِذْ كَانَ دأود نَبِيًّا، وَعَلِمَ أَنَّ اللهَ حَلَفَ لَهُ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مِنْ ثَمَرَةِ صُلْبِهِ يُقِيمُ الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ، (31) سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَادًا. (32) فَيَسُوعُ هذَا أَقَامَهُ اللهُ، وَنَحْنُ جَمِيعًا شُهُودٌ لِذلِكَ. (33) وَإِذِ ارْتَفَعَ بِيَمِينِ اللهِ، وَأَخَذَ مَوْعِدَ الرُّوحِ الْقُدُسِ مِنَ الآبِ، سَكَبَ هذَا الَّذِي أَنْتُمُ الآنَ تُبْصِرُونَهُ وَتَسْمَعُونَهُ. (34) لأَنَّ دَاوُدَ لَمْ يَصْعَدْ إِلَى السَّمَاوَاتِ. وَهُوَ نَفْسُهُ يَقُولُ: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي (35) حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ. (36) فَلْيَعْلَمْ يَقِينًا جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ اللهَ جَعَلَ يَسُوعَ هذَا، الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ، رَبًّا وَمَسِيحًا ".


** وتكاثر المؤمنين بفداء المسيح إِبن الله المصلوب والقائِم من الموت وتمَ تسميتهم بالمسيحيين, وكثيرا ما اضطُهِدوا وقُتِلَ منهم الكثيرين, وخرجَ من قال وأَنكر الصلبَ والفداء, ليُحبطَ خطة الله لخلاص البشر قدر المُستطاع, لكن خطة الله سائرة نحو ألإِكتمال, وكُلما قَرُبَت ألخطة ومسيرةُ ألخلاص والفداء إلى ألإكتمال والنهاية, يَزدادُ أعداء ربَ ألمجدِ وهم إبليسَ وأعوانَهُ شراَ وفتكا وإِضطهاداَ وقتلا للمؤمنين بخلاص المسيح الفادي.


وفي أَيامنا هذِهِ وقد قَرُبت النهاية, يَتُم التحضير لمَقدمُ المسيح الكذاب, الذي هو إِبليس ألمُتجسد بشخص المسيح الكذاب, وستقوم الحرب ألأخيرة بينَ إِبليس وأعوانه ضد المسيح الإله وضد المؤمنين بفداء الرب وخلاصِهِ والاضطهاد سيكون على أَشَدهُ , فَيُقتل الكثير من المؤمنين وسيكونون بالملايين, فيكتَمِل عدد شُهداء الرب يسوع المسيح, ثُمَّ يأتي الربُ مع أَجواقِ ملائِكتهِ ليُنهي الكذاب وأعوانه في معركةِ هرمجدون في فلسطين, وتبدأُ القيامةُ ألأُولى لِشُهداء الرب يسوع المسيح ليُكللوا بالمجد السماوي, ومن ثَمَّ يُعاقبُ كُلَّ أعوان إبليس والمسيح الكذاب وناكري صلب وفداء نسلُ المرأة يسوع المسيح إِبن ألله ألحي, فيقومَ ألاموات الهالكين الناكرين للصلب والفداء في القيامة الثانية ليُرموا جميعا في بحيرة النار والكبريت الابدية خالدين فيها إلى أبد الابدين.


ودمتم بحماية رب المجد



نوري كريم داؤد


27 / 08 / 2013




"إرجع إلى ألبداية"